منافسة حامية بين طلاب لبنان والهدف واحد Imagine Cup 2011
"تجربة رائعة خبرناها العام الماضي زودتنا معلومات وتقنيات جديدة ومهمة في مجال التكنولوجيا، وفتحت أمامنا المجال للتعرف الى خبراء تقنيين وطلاب من جنسيات مختلفة نتواصل معهم باستمرار ونفيد منهم". بحماسة بالغة يتطلع كل من جيفري خاطر وجورج نون الى تمثيل لبنان للسنة الثانية توالياً في إحدى مسابقات الإبداع الدولية التي قد تغيّر مسار حياتهما.
كانت البداية متواضعة عام 2003 مع نحو 4 دول وزهاء 1000 متنافس، غير ان مسابقة "Imagine Cup" السنوية أخذت تنمو عاماً بعد آخر وشهدت إقبالاً هائلاً حتى بلغ عدد الطلاب العام الماضي 350 ألفاً. وها هي تطل هذه السنة من قلب الولايات المتحدة الأميركية، مقر شركة "مايكروسوفت" صاحبة الفكرة، ودائماً تحت شعار "تخيل عالماً تساهم فيه التكنولوجيا في حلّ أصعب المشكلات"، لتبرز إبداع طلاب من شتى انحاء العالم يتنافسون على حل أصعب المشكلات التي يشهدها العالم. ولبنان الذي كان له حضور في النسخة الأخيرة من المسابقة، يتحضر لاختيار الطلاب الذين سيمثلونه هذه السنة في التصفيات التي ستتم بعد أقل من شهر.
لحل مشكلات العالم المستعصية
عن "كأس التخيل" يقول مدير التسويق التقني ومشروع "كأس التخيل" في "مايكروسوفت - لبنان" غسان شاهين: "هي مسابقة عالمية تنظمها الشركة سنوياً وتجمع طلاباً من أكثر من 120 بلد ليتباروا في ما بينهم على الربط ما بين مهاراتهم وشغفهم بالتكنولوجيا من خلال ابتكار برامج لأجهزة الكومبيوتر والهواتف الخليوية والانترنت، وما بين استخدامها في إيجاد حلول تقنية للمشكلات الحياتية والمعيشية المستعصية في العالم التي لم يستطع الكبار والمسؤولون ان يجدوا لحلها سبيلاً". والمشاركون طلاب من مختلف الجامعات في لبنان، إذ يقوم ممثلون لمكتب "مايكروسوفت لبنان" الذي يغطي فلسطين والعراق وأفغانستان، بزيارة الجامعات الخاصة والرسمية "للإعلان عن بدء الموسم الجديد للمسابقة، وندعو الإدارة لاختيار النخبة من طلابها في الأقسام التكنولوجية كي يشاركوا في عرض إبداعاتهم، كما يمكن الطلاب الذين يتابعون تحصيلهم العلمي ان يشاركوا في "كأس التخيل" بصفتهم الشخصية من خلال مكتبنا مباشرة او عبر التسجيل على الموقع الإلكتروني www.imaginecup.com، الذي يبقى متاحاً حتى منتصف شهر نيسان المقبل".
تقام المسابقة على مرحلتين، محلية على مستوى الدولة لتحديد الفريق الذي سيمثلها في المرحلة الثانية والنهائية التي تعتبر مرحلة تنافس الفرق الممثلة للدول المشاركة على لقب "كأس التخيل". "على الصعيد المحلي يتعرف الطلاب الى زملاء لهم من جامعات واختصاصات مختلفة يفيدون منهم"، ويضيف شاهين الى ذلك الخبرة التي يكسبها المتبارون والتي هي في ذاتها مكسب لهم في حياتهم العملية المستقبلية. أما عالمياً، "فالتجربة تصبح أكثر غنى فور الوصول الى التصفيات النهائية بعد ان تختار الفريقين اللبنانيين المتأهلين في التصفيات المحلية في 28 نيسان المقبل، لجنة تحكيمية مؤلفة من لبنانيين وأجانب أقطاب في المؤسسات الخاصة والرسمية وخبراء في مجالات التكنولوجيا والثقافة والأعمال والإعلام، ينظرون في المشاريع المقدمة عن كل فئة ويرشحون منها لتمثيل لبنان تلك التي يجدونها قادرة على التوسع والنجاح والتطبيق على أرض الواقع".
لبنانيون تواقون
لنهائيات نيويورك
فئات متعددة يمكن ان يُدرج الفريق الممثل لكل جامعة مشروعه ضمنها بعد تحديد هدف من أهداف الأمم المتحدة لتتمحور حوله فكرة برنامجه التقني المبتكر، وهي كما يعددها شاهين "Software Design، Embedded Development، Game Design، Digital Media، IT Challenge، Interoperability Challenge وأضيفت اليها هذه السنة مسابقة Windows Phone 7". لكن على صعيد لبنان، يتبارى الطلاب على فئتَين بعدما كانت واحدة منهما متاحة العام الماضي وهما: Software Design وDigital Media. وإذ يؤكد الطلاب دعم "مايكروسوفت" لهم من خلال تقديم البرامج اللازمة لإتمام المشاريع وتدريبهم المستمر والتواصل الدائم معهم، تراهم يركزون كل جهودهم على ابتكار برامج تقنية قد تحملهم الى نيويورك حيث ستُقام التصفيات النهائية بين 8 تموز المقبل و 13 منهويتم الفوز بـ»كأس التخيل". كما يمكن الجمهور ان يصوّت للمشاريع المشاركة عن بعض الفئات عبر موقع المسابقة الإلكتروني.
الفرق اللبنانية المشاركة
تنوعت الفرق اللبنانية المشاركة التي غابت عنها الفتيات في شكل لافت، بين عدد من الجامعات الخاصة، وهي تتوزع بحسب الفئة التي تنتمي اليها المشاريع:
1- فئة Software Design:
تتمثل الجامعة الأميركية في بيروت بفريقين أحدهما يحمل اسم VROGIL بمشروع D4W الذي اتخذ من ضمان الإستدامة البيئية هدفاً له، والآخر Mighty Bites ويقدم مشروع A Better City الذي يحاول التركيز على أهداف الأمم المتحدة الثمانية مجتمعةً. وتمثلت الجامعة اللبنانية الأميركية بفرعيها بيروت وجبيل بفريقي LAU Byblos بمشروع Efficient Distribution والهدف إقامة شراكة عالمية من أجل التنمية، وLAU Beirut بمشروع Envirolink بهدف حماية البيئة. ولم تغب جامعة سيدة اللويزة التي يمثلها فريقها بمشروع Geographical Information System بقصد التوجه نحو بيئة أفضل. وهناك حضور لجامعة الروح القدس الكسليك عبر فريق USEK Team ومشروعه CO2 Numbers الذي يركز على ضمان الاستدامة البيئية. أما الجامعة اللبنانية الدولية فيقدم فريقها مشروعHealth Application System for Epidemic using Mobile (HASEM) من أجل حماية الصحة والعناية بها. وكذلك يقدم فريق من الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا مشروع Widerlook.
2- فئة Digital Media:
يتقدم عن هذه الفئة فريق Digi USEK من جامعة الروح القدس بمشروع يحمل عنوان Anti-Malaria Waves والرامي الى الوقاية من الأمراض والعمل على مكافحتها.
الأهداف الانمائية للأمم المتحدة
189 دولة في العالم اتفقت على العمل من أجل تحقيق الأهداف الانمائية للألفية التي حددتها الأمم المتحدة والتي تحترم حقوق الانسان وتراعي المبادئ الأساسية للعيش السليم والكريم، والأهداف هي:
1- القضاء على الفقر المدقع والجوع.
2- تحقيق التعليم الابتدائي الشامل.
3- تشجيع المساواة بين الجنسين وتمكين النساء من أسباب القوة.
4- خفض معدل وفيات الأطفال.
5- تحسين صحة الأمهات.
6- مكافحة فيروس السيدا ومرض الملاريا وغيرهما من الأمراض.
7- ضمان الاستدامة البيئية.
8- إقامة شراكة عالمية من أجل التنمية.
مجدداً في مسابقة الإبداع
مثّل جيفري خاطر وجورج نون لبنان في «كأس التخيل 2010» بمشروع «CO2 Numbers” عن الفئة الوحيدة التي كانت متاحة (Software Design). وأعجب كل منهما بالتجربة التي “أكسبتنا معلومات قيّمة أفادتنا في مجال دراستنا، وكذلك على الصعيد الشخصي تعرفنا الى عدد كبير من أصحاب الخبرة والاختصاص والطلاب الذين نتواصل معهم على الدوام”. غير ان خاطر الذي يعمل بجانب دراسته ونظراً الى ضيق وقته، ترك المشروع المذكور ليكمله نون هذا الموسم مع فريق جديد من الـUSEK الذي يعمل على تطويره من خلال النصائح والمعلومات التي تلقوها العام الماضي، ليبدأ مشروعه الجديد Anti-Malaria Waves عن الفئة المتاحة حديثاً في لبنان Digital Media، وهو عبارة عن ابتكار فيديو قصير يحاول تسليط الضوء على إمكان مكافحة مرض الملاريا ضمن هدف مكافحة فيروس السيدا ومرض الملاريا وغيرهما من الأمراض. ويتطلع كل من خاطر ونون الى الفوز في نيويورك بعد تجربة زادتهما ثقة وعزماً في بولونيا العام السابق.
ليال كيوان
(layal.kiwan@annahar.com.lb)